حكايات من بيت النبوة.. النبي يستقبل رمضان بالذِكر.. مقدماً «الأمن» على «الإيمان» - منتدى لحظات الحب

تصوير محمود خالد

كان يذكر الله تعالى فى كل أحيانه»، أى أنه لا يقطع عبادته لحظة. فكيف يتعبد فى أفضل شهور السنة؟ والذى يشرُف بأفضل ليلة فى الدهر، ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر

أورثنا النبى، صلى الله عليه وسلم، قواعد ثابتة للتعبد فى الشهر الفضيل، سواء ما تعلق منها الشعائر الدينية، أو بالسلوكيات الحياتية.

كان النبى يستعد لرمضان باستطلاع هلاله، وحين تتجلى علامته، يدعو، كما روى طلحة بن عبيد الله، فى حديث أخرجه الترمذى بسند حسن: «اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربى وربك الله، هلال رشد وخير».

وتوقف فقهاء عند تقديمه للأمن على الإيمان، وللسلامة على الإسلام، لأن المسلم لا يستطيع أن يتعبد وهو غير آمن. وكأن النبى ينبه الأمة إلى أن الإيمان والإسلام، نتيجة حتمية لأمن المجتمع وسلامته.

تروى السيدة عائشة، رضى الله عنها «كان يذكر الله تعالى فى كل أحيانه»، أى أنه لا يقطع عبادته لحظة. فكيف يتعبد فى أفضل شهور السنة؟ والذى يشرُف بأفضل ليلة فى الدهر، ليلة القدر، التى هى خير من ألف شهر، أى 83 سنة، كان يوافقها قائماً قانتاً، راكعاً بين يدى مولاه.

كان النبى أزهد الخلق فى الدنيا، روى البخارى، أن عبدالله بن الزبير- ابن أسماء بنت أبى بكر- ذهب إلى خالته عائشة، ليسألها عن حال بيت الرسول، حيث كان يتوقع «أطيب الملذات»، فقالت له: «كان يمر علينا الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة فى شهرين، ولا نوقد نارا». تقصد أنهم لم يكونوا يخبزون أو يطبخون. سألها: على ما كان العيش يا خالة؟ فأجابته: على التمر والماء.

هكذا كان نبينا الكريم زاهدا، وهو من لو شاء لدعا ربه «أن يجعل له جبل الصفا ذهباً».

فى موضع مماثل تروى عائشة، كما ثبت فى الصحيحين: «ما شبع محمد من الخبز النقى أو من شعير قط، منذ بُعث حتى قبض»، وفى رواية أخرى «منذ قدم المدينة». فالنبى الكريم، ولا أهل بيته، لم يشبعوا «قط» من خبز مصنوع من دقيق بلا شوائب، لمدة 23 عاماً، حتى لقى ربه.

الأحد	الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت
			1	2	3	4
5	6	7	8	9	10	11
12	13	14	15	16	17	18
19	20	21	22	23	24	25
26	27	28	29	30	31